مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/13/2022 08:25:00 م

حكاية سيارات هامر حتى الآن - الجزء الأول -
 حكاية سيارات هامر حتى الآن - الجزء الأول - 
تصميم الصورة : رزان الحموي 
  
قرّرت وزارة الدفاع الأمريكية سنة 1983 أن تطوّر مركباتها المخصصّة لنقل الجنود والمعدّات الحربية، فكانت بحاجةٍ إلى مركباتٍ قويةٍ تتحمّل ظروف الصحراء والحرب المحتملة، فأعلنت عن مناقصةٍ لذلك، وتقدّم للمناقصة عدّة شركاتٍ، ولكنها رست على شركة تدعى "AM General"، وتم الاتفاق على تطوير خمسةٍ وخمسين ألف مركبةٍ لقاء مبلغ مليار دولار، وأخذت تلك المركبة اسم "هامفي"، وقد استخدمت في غزو بنما وفي حرب الخليج الأولى.

رمز القوة الأمريكية:

حازت تلك |المركبة العسكرية| على شهرةٍ واسعة، وتباهى الأمريكيون بها خلال عرضها على شاشات التلفزة، وهي تعبر العقبات والطرق الوعرة وتجتاز المستنقعات وغير ذلك، فكأنها كانت تعكس القوة والتفوق الأمريكيين، وبعد انتهاء الحرب، بدأت شركة "AM General" تفكّر باستغلال الشهرة الكبيرة التي حصلت عليها تلك المركبة بأن تصنع منها نسخاً مدنية وتبعيها لعامة الناس، ولكن تلك الفكرة لم تتحقق حينها.

إنتاج سيارات هامر:

وقع الممثل الشهير "آرنولد شوايرزنغر" في عشق تلك السيارة، وأراد أن يمتلكها، فتواصل مع الشركة الصانعة التي رفضت تماماً بيعه تلك المركبة، لأنها لا تحمل أيّة تصريحاتٍ للسير في الطرق العامة، أو لقيادتها من قبل غير العسكريين، ولكنه لم يقتنع بذلك وأصرّ على طلبه، وهنا عادت إلى الشركة فكرة تصنيع نسخٍ مدنيةٍ من تلك المركبة، فأنتجت بعد ذلك بسنةٍ واحدةٍ سيارةً مدنيةً تحمل اسم "هامر" وبدأت بطرحها في الأسواق.

خصائص وميزات هامر:

كان "آرنولد" أوّل من اشترى وركب |سيّارة هامر| من غير العسكريين، ثم تسابق المشاهير على اقتنائها، وسرعان ما أصبحت تلك السيّارة محبوبةً من قبل الأمريكيين بسبب شكلها الفريد وقوتها وقدرتها على السّير على مختلف الطرق الوعرة، ولكن سعرها كان مرتفعاً جداً، فقد وصل إلى ستةٍ وخمسين ألف دولار، كما كانت تستهلك الكثير من الوقود.

انتقال علامة هامر إلى شركة جنيرال موتورز:

نظراً لاستهلاك سيارات هامر للكثير من الوقود، فقد قامت ضدّها الكثير من الحملات من أنصار الحفاظ على البيئة، ولكن تلك الحملات لم تكن قويةً بما يكفي، فارتفعت شعبية تلك السيارة وأصبحت علامتها التجارية عالميةً، واستمرَّ صعودها حتى سنة 1998 حيث قامت شركة "جنيرال موتورز" بشراء تلك العلامة، فأنتجت سنة 2002 نموذجاً أصغر للسيارة، ثم أنتجت نموذجاً أصغر أيضاً سنة 2005.

بداية النهاية:

بدأت أسعار المحروقات ترتفع بدءً من سنة 2000، كما بدأ |الاقتصاد الأمريكي| يتضعضع، فاضطرت شركة جنيرال موتورز لتصنيع نماذج أصغر من سيارات هامر لكي تجعل استهلاكها للوقود أقل، ولكن الأحداث التي مرّت بها |الولايات المتحدة| بعد أحاث الحادي عشر من أيلول، وحرب الخليج وحرب أفغانستان، جعلت الكثير من الأمريكيين يكرهون كلَّ ما يذكّرهم بتلك الأحداث، ومن ضمن ذلك سيارات هامر التي كانت رمزاً للحروب الأمريكية.

إقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.